الأربعاء، 5 فبراير 2014
لغة الضاد
لو لم تكن أم اللغات هي المنى
لكسرت أقلامي وعفت مدادي
لغة إذا وقعت على أسماعنا
كانت لنا بردا على الأكباد
ستظلّ رابطة تؤلف بيننا
فهي الرجاء لناطق  بالضاد
وتقارب الأرواح ليس يضيره
بين الديار تباعد الأجساد
أفما رأيت الشمس وهي بعيدة ؟
تهدي الشعاع لأنجد وهاد
أنا كيف سرت أرى الأنام أحبتي
والقوم قومي والبلاد بلادي 
لماذا
سميت
لغتنا
بلغة
الضاد؟.....ومتى كان ذلك ؟
وحرف الضاد أحد حروف الهجاء العربية وله منزلة فريدة بينها ولذلك اختاروه ليكون مميزا للعرب عن غيرهم في لغتهم وأطلقوا اسم الحرف على اللغة العربية ,فقالوا : لغة الضاد ولسان الضاد والناطقون بالضاد ومنذ الصغر ونحن نردد:
بلاد العرب أوطانـــــــــــــــــي من الشـــــــــــــــــام لبغدان
ومن نجد إلى يمـــــــــــــــــــن إلى مصـــــــــــــــر فتطوان
لسان الضاد يجمــــــــــــــــعنا بعدنان وقحطــــــــــــــــان
فلماذا خصوا هذا الحرف بهذه الميزة؟
ومتى كان ذلك؟
أما
لماذا
خصوا حرف الضاد من بين الحروف , فذلك لأسباب أذكر منها
1-صعوبة نطق حرف الضاد لدى غير العرب بل وبعض القبائل العربية .
2-خلو اللغات غير العربية من صوت الضاد تماما
3-عجز الناطقين بغير العربية عن إيجاد الصوت البديل الذي يغني عن صوت الضاد في لغاتهم
ولكن هذا الاصطلاح لم يكن قديما قدم اللغة العربية ولم يكن معروفا في الجاهلية وصدر الإسلام بل والعصر الأموي ,لأن التنبه إلى قيمة الضاد في لغة العرب برز منذ تعرب العجم وعجز هذه الأفواج الجديدة والطارئة على اللغة العربية في نطق هذا الحرف مما جعل علماء اللغة العربية يولونه الاهتمام ويخصونه بالدراسة ولعل أقدم النصوص التي وصلتنا الحديث الذي روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم (( أنا أفصح من نطق بالضاد , بيد أني من قريش )) وهذا الحديث من جهة المعنى صحيح لا شك فيه ولكن هذا الحديث أدرج ضمن الأحاديث الموضوعة ونحن لسنا بصدد دراسة سند ومتن الحديث لأننا لم نستشهد به على موضوع ديني يخص العقيدة وحتى لا يخص فضائل الأعمال.
أما ما نحن بصدد توضيحه فهو التأريخ لمصطلح لغة الضاد فكان في نهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث وقت تدوين وتقعيد اللغة .
وهذه الفترة الافتراضية هي الفترة التي برز فيها الخليل وسيبويه والأصمعي وغيرهم وهي الفترة التي بدأ علماء اللغة يتحدثون فيها عن حرف الضاد فهذا سيبويه (183هـ)يقول يعد حرف الضاد ضمن الأصوات غير المستحسنة ولا الكثيرة في لغة من ترتضى عربيته ولا تستحسن في قراءة القرآن ولا في الشعر) ذلك أن بعض العجم بل وبعض العرب يخلطون بين الظاء والضاد في النطق, وقال الأصمعي( 284هـ) ليس للروم ضاد.
وإزاء هذه الظاهرة (غياب الضاد وإبدال الظاء بالضاد ) ألف بعض اللغويين رسائل تميز بين الحرفين ومنها أرجوزة في التمييز بين الضاد والظاء لابن قتيبة( 276هـ) ورسالة (الفرق بين الضاد والظاء للصاحب بن عباد (385هـ) ومقامة الحريري المكونة من تسعة عشر بيتا جمع فيها قدرا كبيرا من الألفاظ الظائية ومنها قوله
أيها السائلي عن الظــــــاء والضا د لكيلا تُضلّه الألفـــــــــــاظ
إن حفظت الظاءات يغنيك فاسمعـ ها استمـاع امرئ له استيقاظ
هي ظميـــــــــــاء والمظالم والإظ لام والظلم واللحــــــــــــــاظ
ورغم بروز هذه الظاهرة( ظاهرة التأليف في الضاد ) وإظهار خصوصية اللغة العربية بها إلا أنها لم تجعل
لغتنا
تسمى لغة الضاد بعد
وأغلب الظن أن أبيات المتنبي ( 303-354) التي يفخر فيها يقول:
لا بقومي شرفت بل شرفوا بي وبنفســــــي فخرت لا بجدودي
وبهم فخر كل من نطق الضـــا د وعوذ الجاني وغوث الطريد
كانت قد مهدت لهذا الاصطلاح فالمتنبي لا يريد بالضاد اللغة العربية وإنما أراد حرف الضاد بوصفه حرف الفصاحة وفخر كل عربي لأن الضاد كما يقول العكبري لم ينطق بها إلا العرب.
أما جعل الضاد مساوية للغة العربية فهذا في العصور اللاحقة عندما بدأت الحركات القومية تأخذ طريقها بين العرب فقد لقيت هذه الظاهرة عناية عند الأدباء في العصر الحديث ولا سيما قصيدة فخري البارودي التي بدأنا مقالتنا فيها
( أبياتٌ تبين جمال وقوة اللغة العربيه )
( أبياتٌ شعرية تجمع بين المدح والذم )
للشاعر إسماعيل بن أبي بكر المقري ـ رحمه الله ـ
أبياتٌ أعجبتنى والعجيب فيها هو أنك :
عندما تقرأها من اليمين إلى اليسار تكون مدحاً
وعندما تقرأها من اليسار إلى اليمين تكون ذماً .
من اليمين إلى اليسار في المدح
طلبوا الذي نالوا فما حُرمــوا *** رُفعتْ فما حُطتْ لهــم رُتبُ
وهَبوا ومـا تمّتْ لـهم خُلـقُ *** سلموا فما أودى بهم عطَبُ
جلبوا الذي نرضى فما كَسَدوا *** حُمدتْ لهم شيمُ فما كَسَبوا
من اليسار إلى اليمين في الذم
رُتب لهم حُطتْ فمـا رُفعتْ *** حُرموا فما نالوا الـــذي طلبُوا
عَطَب بهم أودى فما سلموا *** خُلقٌ لهــم تمّتْ ومـــــا وهبُوا
كَسَبوا فما شيمٌ لهم حُمدتْ *** كَسَدوا فما نرضى الذى جلبوا
البيتان التاليان (مدح وهجاء)
تكون (مدحاً وثناءً) إذا قرأتها من اليمين إلى اليسار
تكون (ذماً وهجاءً) إذا قرأتها من اليسار إلى اليمين
(مدح وثناء) من اليمين إلى اليسار
حلموا فما ساءت لهم شيمُ *** سمحوا فما شحت لهم مننُ
سلموا فما زلت لهم قدمُ *** رشدوا فلا ضلت لهم سننُ
(ذم وهجاء) من اليسار لليمين
مننٌ لهم شحت فما سمحوا *** شيمٌ لهم ساءت فما حلموا
سننٌ لهم ضلت فلا رشدوا *** قدمٌ لهم زلت فما سلموا
البيت التالى (نفس المعنى) من الجهتين بالحروف
من عجائب الحروف فى اللغة العربية والشعر العربى
والجمال والإبداع أنك إذا قرأت البيت التالى بالحروف
من اليمين إلى اليسار أو العكس يعطيك نفس المعنى
(نفس المعنى)
مودته تدوم لكل هول *** وهل كل مودته تدوم
الأبيات التالية :
تبين جمال وإعجاز ومساحة وإبداع لغة الضاد
والجميل والبديع فى الأبيات أنك إذا قرأتها
أفقياً من اليمين لليسار أو رأسياً من أعلى لأسفل
فإنها تؤدى (نفس المعنى) فهى نفس الكلمات
وإن تغير وضعية بعضها فيما بين الحالتين
ألــــــــوم صـــديقى وهــــــذا محــــال
صــــديقى أحــــــــبه كـــــلام يقــــــال
وهـــــــذا كـــــــــلام بليــــــغ الجمـــال
محــــــال يقـــــــال الجمــــال خيـــــال
وإليكم هذين البيتين :
بيتٌ لايتحرك فيه اللسان وبيتٌ لاتتحرك فيه الشفتان
هذا لايتحرك بقرائته اللسان :
آبَ همِّى وهمَّ بى أحبابى ** همَّهم مابهم وهمِّى مابى
وهذا لاتتحرك بقرائته الشفتان :
قطعنا على قطع القطا قطع ليلة ** سراعاً على الخيل العتاق اللواحقِ
*****
ومما اقتبسته من مساهمة أخى الأكبر وأستاذى الفاضل الحاج صلاح النجار :
وجمال لغتنا الجميلة كثير وكثير
ومنها هذه الأبيات كل حروفها بدون تنقيط :
الحمد لله الصمد حال السرور والكمد** الله لا اله إلا الله مولاك الأحد
أول كل أول أصل الأصول و العمد** الحول والطول له لا درع إلا ما سرد
ومن قديم وعلماءنا العرب يحاولون الكشف عن الصلة الخفية التي تربط
بين اللفظ ودلالته ، أي الكلمة ومعناها ، بسبب اعتـزازهم بلغتهم ، وإعجابهم
بها ، وحرصهم على الكشف عن أسرارها.
ومن أطرف ما ذهب إليه بعضهم - في هذا المجال أن الكلمة مهما
قلبناها على وجوهها المختلفة - المشتقة من جذرها الأصلي - تشتمل
على معنى عام مشترك.
مثلا ، كلمة (جبر) تتضمن في رأيهم معنى القوة والشدة مهما صنعنا
من حـروفها (ج ، ب ، ر) كلمات ومفردات جديدة .
يقال: جبرت العظم ، أي قـويته بالمعالجة .
وجبرت الفقير: أي قـويته وأعنته بالمسـاعدة . والجبروت : هـو القوة .
والجبار : الشـدة والقوة والبأس والبطش. والجبر: هو الأخذ بالقوة .
ورجل مجرب : أي مارس الأمور فاشتدت قوته ودرايته وخبرته.
والجراب : إنما سمي بهذا الاسم لأنه يحفظ ما فيـه ، والشيء إذا حفظ قوي واشتد .
ومثل كلمة (جبر) كثير في لغتنا الجميلة
( أبياتٌ شعرية تجمع بين المدح والذم )
للشاعر إسماعيل بن أبي بكر المقري ـ رحمه الله ـ
أبياتٌ أعجبتنى والعجيب فيها هو أنك :
عندما تقرأها من اليمين إلى اليسار تكون مدحاً
وعندما تقرأها من اليسار إلى اليمين تكون ذماً .
من اليمين إلى اليسار في المدح
طلبوا الذي نالوا فما حُرمــوا *** رُفعتْ فما حُطتْ لهــم رُتبُ
وهَبوا ومـا تمّتْ لـهم خُلـقُ *** سلموا فما أودى بهم عطَبُ
جلبوا الذي نرضى فما كَسَدوا *** حُمدتْ لهم شيمُ فما كَسَبوا
من اليسار إلى اليمين في الذم
رُتب لهم حُطتْ فمـا رُفعتْ *** حُرموا فما نالوا الـــذي طلبُوا
عَطَب بهم أودى فما سلموا *** خُلقٌ لهــم تمّتْ ومـــــا وهبُوا
كَسَبوا فما شيمٌ لهم حُمدتْ *** كَسَدوا فما نرضى الذى جلبوا
البيتان التاليان (مدح وهجاء)
تكون (مدحاً وثناءً) إذا قرأتها من اليمين إلى اليسار
تكون (ذماً وهجاءً) إذا قرأتها من اليسار إلى اليمين
(مدح وثناء) من اليمين إلى اليسار
حلموا فما ساءت لهم شيمُ *** سمحوا فما شحت لهم مننُ
سلموا فما زلت لهم قدمُ *** رشدوا فلا ضلت لهم سننُ
(ذم وهجاء) من اليسار لليمين
مننٌ لهم شحت فما سمحوا *** شيمٌ لهم ساءت فما حلموا
سننٌ لهم ضلت فلا رشدوا *** قدمٌ لهم زلت فما سلموا
البيت التالى (نفس المعنى) من الجهتين بالحروف
من عجائب الحروف فى اللغة العربية والشعر العربى
والجمال والإبداع أنك إذا قرأت البيت التالى بالحروف
من اليمين إلى اليسار أو العكس يعطيك نفس المعنى
(نفس المعنى)
مودته تدوم لكل هول *** وهل كل مودته تدوم
الأبيات التالية :
تبين جمال وإعجاز ومساحة وإبداع لغة الضاد
والجميل والبديع فى الأبيات أنك إذا قرأتها
أفقياً من اليمين لليسار أو رأسياً من أعلى لأسفل
فإنها تؤدى (نفس المعنى) فهى نفس الكلمات
وإن تغير وضعية بعضها فيما بين الحالتين
ألــــــــوم صـــديقى وهــــــذا محــــال
صــــديقى أحــــــــبه كـــــلام يقــــــال
وهـــــــذا كـــــــــلام بليــــــغ الجمـــال
محــــــال يقـــــــال الجمــــال خيـــــال
وإليكم هذين البيتين :
بيتٌ لايتحرك فيه اللسان وبيتٌ لاتتحرك فيه الشفتان
هذا لايتحرك بقرائته اللسان :
آبَ همِّى وهمَّ بى أحبابى ** همَّهم مابهم وهمِّى مابى
وهذا لاتتحرك بقرائته الشفتان :
قطعنا على قطع القطا قطع ليلة ** سراعاً على الخيل العتاق اللواحقِ
*****
ومما اقتبسته من مساهمة أخى الأكبر وأستاذى الفاضل الحاج صلاح النجار :
وجمال لغتنا الجميلة كثير وكثير
ومنها هذه الأبيات كل حروفها بدون تنقيط :
الحمد لله الصمد حال السرور والكمد** الله لا اله إلا الله مولاك الأحد
أول كل أول أصل الأصول و العمد** الحول والطول له لا درع إلا ما سرد
ومن قديم وعلماءنا العرب يحاولون الكشف عن الصلة الخفية التي تربط
بين اللفظ ودلالته ، أي الكلمة ومعناها ، بسبب اعتـزازهم بلغتهم ، وإعجابهم
بها ، وحرصهم على الكشف عن أسرارها.
ومن أطرف ما ذهب إليه بعضهم - في هذا المجال أن الكلمة مهما
قلبناها على وجوهها المختلفة - المشتقة من جذرها الأصلي - تشتمل
على معنى عام مشترك.
مثلا ، كلمة (جبر) تتضمن في رأيهم معنى القوة والشدة مهما صنعنا
من حـروفها (ج ، ب ، ر) كلمات ومفردات جديدة .
يقال: جبرت العظم ، أي قـويته بالمعالجة .
وجبرت الفقير: أي قـويته وأعنته بالمسـاعدة . والجبروت : هـو القوة .
والجبار : الشـدة والقوة والبأس والبطش. والجبر: هو الأخذ بالقوة .
ورجل مجرب : أي مارس الأمور فاشتدت قوته ودرايته وخبرته.
والجراب : إنما سمي بهذا الاسم لأنه يحفظ ما فيـه ، والشيء إذا حفظ قوي واشتد .
ومثل كلمة (جبر) كثير في لغتنا الجميلة
**********
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)
 

